ملخص المقال
كان علم الدين البرزالي خيّرًا متواضعًا فيه حلم وصبر وتودد، يلاطف الناس وله ود في القلوب وحب في الصدور، وكان سمحًا في أموره، فاضلًا في علمه وأخلاقه.
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد ابن أبي يداس البرزالي الإشبيلي ثم الدمشقي، أبو محمد، علم الدين: محدث مؤرخ. أصله من إشبيلية، ونسبته إلى برزالة من بطون البربر، ولد بدمشق سنة 665هـ= 1267م.
جدَّ علم الدين البرزالي منذ صغره في طلب العلم، فحفظ القرآن الكريم، وأحب الحديث فسمع من والده وغيره، وذهب إلى بعلبك، وارتحل إلى حلب، وإلى مصر، وحج وأخذ عن مشيخة الحرمين، وأخذ كثيرًا عن العلماء والشيوخ، وكتب بخطه الصحيح والمليح كثيرًا، وخرَّج لنفسه وللشيوخ، وله مجاميع وتعاليق كثيرة، وعمل في فن الرواية، وبلغ عدد مشايخه بالسماع أثر من ألفين، وبالإجازة أكثر من ألف.
كان علم الدين البرزالي رأسًا في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتباع ولزم الفرائض، خيّرًا متواضعًا حسن البشر عديم الشر، فصيح القراءة مع عدم اللحن، قرأ ما لا يوصف كثرة وروى، وكان عالـمًا بالأسماء والألفاظ وتراجم الرواة والحفاظ، وكان فيه حلم وصبر وتودد ولا يتكثر بفضائله ولا يتنقص بفاضل بل يوفيه فوق حقه، يلاطف الناس وله ود في القلوب وحب في الصدور، وكان سمحًا في كل أموره، مؤثرًا متصدقًا، فاضلًا في علمه وأخلاقه، حلو المحاضرة، تولى مشيخة النورية ومشيخة دار الحديث بدمشق، ووقف كتبه، وعقارًا جيدًا على الصدقات.
كان العلامة تقي الدين بن تيمية يوده ويصحبه، ويذكر الذهبي أن علم الدين البرزالي هو الذي حبب إليه العناية بالحديث النبوي الشريف، فقال: الإمام الحافظ المتقن الصادق الحجة مفيدنا ومعلمنا ورفيقنا محدث الشام مؤرخ العصر، هو الذي حبب إليَّ طلب الحديث، فإنه رأى خطي، فقال: خطك يشبه خط المحدثين! فأثر قوله في، وسمعت منه، وتخرجت به في أشياء.
للإمام علم الدين البرزالي كثيرًا من المؤلفات والكتب، فألف كتابا في التاريخ، ورتب أسماء من سمع منهم، ومن أجازوه في رحلاته، وجمع تراجمهم في كتابين، وله كتاب الوفيات" وكتاب الشروط، وثلاثيات من مسند أحمد، وقد توفي علم الدين البرزالي رحمه الله محرمًا سنة 739هـ= 1339م بالقرب من مكة[1].
[1] الصفدي: فوات الوفيات، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1974م، 3/ 196- 198، أعيان العصر وأعوان النصر (4/ 49- 52، والسبكي: معجم الشيوخ، تحقيق: الدكتور بشار عواد - رائد يوسف العنبكي - مصطفى إسماعيل الأعظمي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 2004، ص319- 329، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 5/ 182.
التعليقات
إرسال تعليقك